الصداقة، يا لها من كلمة جميلة الحروف عظيمة المعاني، ويا لها من علاقة طبية حميمة، تقوم بين الإنسان وأخيه الإنسان، وتجمع بينهما على المودة والمحبة والتعاون والخير والتناصر عند الشدة.
والإنسان يختار أصدقاءه بنفسه، بحيث تكون طباعهم منسجمة مع طباعه، وأخلاقهم متناسبة مع أخلاقه، وهواياتهم تشبه هواياته.
والصداقة الحقيقية هي التي تربط بين الناس بدافع المودة وليس بدافع المنفعة والمصلحة.
وهي عطاء قبل أن تكون أخذاً، وتضحيةُ قبل أن تكون منفعة.
والصديق الجيد هو الذي ينصح صديقه إن وجده أخطأ، أو رأى فيه صفة غير محمودة، ولا يرضى لنفسه أن يجامل صديقه في الخطأ، أو يجاريه في الباطل.
فرق كبيرٌ بين أن يكون الصديق صالحاً حسن الأخلاق يدلُّ على الخير ويشجع عليه، وبين أن يكون صديقاً فاسداً سيئ الأخلاق يدلُّ على الشر والفساد. لذلك قيل قديما: الصاحب ساحب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المرء على دين خليله(أي صاحبه وصديقه) فلينظر أحدكم من يخالل"، أي عليه أن يكون حذراً في اختيار الأصدقاء، وألا يختار منهم إلا الطيب التقي الكريم.
:خم9: